روايه بقلم ساره على
تقدر تروح دلوقتي واتمنى اني مشوفش وشك تاني الا لما اطلبك ...
اوقف ماجد سيارته امام منزل ريم ..
هبط منها وأخذ نفسا عميقا وهو يفكر أنها المرة الاولى التي يشعر بها براحة كهذه ...
بالرغم من كونه يريد الحصول على العفو الكامل من زينة حتى يتنسى له ان ينام مرتاح البال ..
تطلع الى باب منزل ريم وهو يخطو خطوة ويؤخر خطوة اخرى ..
تنهد بعمق وهو يسير بخطوات بطيئة نحو الباب ويطرق عليها بخفة لتفتح له ريم الباب وتنظر اليه بحزن قبل أن تسأله ببرود قاومت كثيرا كي يظهر جليا على ملامح وجهها
مسلمتش نفسك ليه..!
ممكن نتكلم ..!
سألها ماجد بنبرة حزينة لترد بسرعة
عايز تقول ايه يا ماجد ..! اظن كل الكلام اللي بينا انتهى ..
حل الصمت المطبق بينهما لحظات قطعتها وهي تقول
وجاي بتقولي الكلام ده ليه ..!
رد بجدية
عشان تديني فرصة زي ما زينة عملت وتغفريلي غلطي يا ريم ..
مستحيل .. مستحيل اغفرلك يا ماجد .. انت اغتصبت واحدة .. عارف يعني ايه اغتصبت ..!
تطلع اليها بحزن وقال برجاء خالص
لا يا ماجد متحاولش .. الموضوع مش سهل .. انا مش قادرة اتقبلك ... حقيقي مش قادرة اتقبلك لما افتكر اللي عملته
يعني ايه ..! مفيش امل .!
اومأت برأسها وقالت بحسم
انساني يا ماجد .. انساني من فضلك وابعد عن حياتي ..
أغمض عينيه بۏجع ثم فتحهما وابتسم بوهن قبل أن يبتعد عنها ويتجه نحو سيارته وهو يفكر ان الحياة عادلة للغاية فهو قد خسر حب حياته وانتهى امره عند هذا الحد ...
انت زعلان مني ..!
لم ينظر إليها وهو يجيبها بقوة
لا مش زعلان ..
ردت زينة بحيادية
صدقني انا مرتاحة كده عمري مكنت هرتاح لو سبته يسلم نفسه للبوليس ..
انتي ازاي طيبة كده ..!
اڼصدمت من سؤاله ثم اجابته
انا طيبتي عادية يا زياد انا بس بعد اللي مريت بيه مبقتش اتمنى المۏت لاي حد حتى عدوي ..
زياد اتمنى إنك متقساش عليا الحياة كلها متستاهلش ده متستاهلش اننا نزعل ونحقد على حد ..
رغما عنه ابتسم زياد بحنو قبل أن يقبل رأسها ويضمها نحوه ..
بعد مرور يومين ..
وقف كلا من زياد وزينة أمام شقة عائلة زينة ينويان الولوج الى الداخل ..
كانت زينة مذعورة من فكرة رؤية والدها
تخاف من
أن ېؤذيها مجددا رغم إدراكها أنه لا يستطيع أن يفعل لها شيئا بوجود زياد لكن تكفيها كلماته التي تسم بدنها وتحقر من شأنها ..
شعر زياد بتوترها فأمسك بكف يدها يدعمها بقوة قبل أن ينظر اليها ويهتف بتساؤل
مستعدة ..!
اومأت زينة برأسها بإرتباك ليضغط زياد على جرس الباب فيفتحه والد زينة بعد لحظات وينظر إليهما پغضب واضح قبل ان يهتف بجمود
خير ..! جايين ليه ..!
كان زياد يعلم ان والد زينة لا يطيقه فهو بنظره من انقذ زينة من براثن أبناء عمومتها وهو من أجبره أن يسمح لوالدة زينة وأختها برؤيتها مستخدما نفوذه وسلطته ..
نظر ماجد الى زياد بتوتر ليتنحنح زياد قائلا بحرج
احنا جايين نتكلم فموضوع مهم .. يخص زينة ..
رمقه الأب بنظرات حاقدة قبل أن يهتف بنبرة مستاءة
مفيش كلام بينا ومفيش حاجة تخصها تعنيني .. انا اتبريت منها خلاص ..
في نفس اللحظة تقدمت والدة زينة منهم وهي تهتف بقوة
إدي الراجل فرصه يتكلم يمكن عايز يقول حاجة مهمة ..
ادخلي انتي جوه ومتخرجيش من غير اذن ..
قالها الأب بصرامة لتنظر والدة زينة الى ابنتها بتوتر فتمنحها زينة ابتسامة شاحبة تحاول من خلالها طمأنتها ..
تحدث زياد اخيرا قائلا
من فضلك اديني فرصة اتكلم واقول اللي عندي .. انا جاي فحاجة مهمة تخصكم ..
زفر والد زينة نفسا عميقا قبل ان يهتف على مضض وهو يفسح المجال لهما كي يدخلان
اتفضلوا ..
دلف الاثنان الى الداخل واغلق والد زينة الباب خلفيهما قبل ان يقترب منهما ويهتف بنفاذ صبر
اتكلم عايز تقول ايه ..!
تطلع زياد الى زينة الواقفة بجانبه وقال بهدوء
زينة مظلومة يا عمي وانا إتأكدت من ده بنفسي ..
ابتسم الأب ساخرا وهتف ببرود
الكلام الاهبل ده مبقتش اصدقه .. لاقيلك حاجة غيرها..
نظر زياد الى زينة التي أدمعت عيناها بقوة من موقف والدها وانعدام ثقته بها ثم قال
الحقيقة انوا زينة تعرضت للاغتصاب من طالب معاها فالكلية من كام سنه .. والطالب ده اعترفلي بنفسه بده ..
وانا ايه اللي يضمني انك مش بتكدب وتحامي ليها ..!
نظر زياد اليها بذهول وقال
وانت متخيل اني ممكن اتجوزها وادافع عنها وانا مش واثق انها بريئة ..! انت متخيل اني هدافع عن وحدة مش كويسة ..! انت ازاي بتفكر فيا كده ..!
صمت الأب ولم يعرف ماذا يقول .. هو يشعر بحيرة فمالذي يدفع هذا الرجل للوقوف بجانب ابنته ..! مالذي يجعله مصرا على مساعدتها بهذا الشكل ..!
تحدثت والدة زينة مساندة زياد في حديثه
مش قلتلك انوا بنتك بريئة .. ازاي تتخيل انها ممكن تعمل كده ..!
رد الأب بضيق
حتى لو كانت بريئة هل ده هيغير اللي حصل ..! هيرجعلي شرفي اللي راح ..!
تنهدت زينة وقالت
لا يا بابا انت كده بتظلمني .. وبتعاقبني على ذنب مليش علاقة فيه ..
لما انتي مش بنت اتجوزتيه ليه ..! وطيتي راسنا ليه ..!
صړخ بها الأب بصوت جهوري عالي بترتجف زينة ړعبا والدموع الحاړقة تأخذ طريقها على وجنتيها ..
أجابته زينة من بين شهقاتها المتتالية
كنت فاكراه هيسمعني ويصدقني .. هيديني فرصة احكيله اللي حصل .. كنت فاكراه بيحبني ..
احتضنتها الأم بمواساة بينما ازدادت شهقاتها ليقول الأب اخيرا
كل ده مش هيغير حاجة سمعتنا ادمرت خلاص ..
بابا سامحني ارجوك ..
قالها زينة بترجي وهي تحاول الإقتراب منه ليمنعها الاب بإشارة من يدها وهو يرد بحزم
متقربيش يا زينة ... صدقيني مش هينفع ..
يعني انت مش مصدق كلام زياد ..!
سألته بنبرة غير مصدقة ليرد
لا مصدقه بس مش قادر انسى كل اللي حصل لينا بسبب كدبك..
يعني مش هتسامحني ..!
سألته بنبرة غير مصدقة لينظر الأب لها بحزن ويقول
سيبي الأيام تداوي اللي حصل .. جايز اقدر فيوم انسى ..
اومأت زينة رأسها بتفهم قبل ان تقول لزياد بشحوب
يلا بينا نروح يا زياد ..
أمسكها زياد من يدها وسار بها خارج الشقة ..
دلف زياد الى الشقة تتبعه زينة ..
اغلقت زينة الباب خلفهما ثم اقتربت منه بملامح حزينة .
زينة احنا لازم نتكلم ..
قالها زياد بنبرة جادة لتتوتر زينة وهي تقول
اتفضل ..
انا هاسيب البيت ...
ارتعدت اوصالها لما
سمعته فسألته بصوت خاڤت مرتبك
ليه ..!
أجابها بجدية
اظن بعد ما اهلك عرفوا برائتك مبقاش فيه خطړ عليكي .. وبالتالي جوازنا مبقاش ليه معنى .. ومينفعش