الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ست البنات بقلم نهى مجدى

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

 


سمعناه 
حاضر يابنت خالتى مش هيغمض لى جفن الا لما اطمنك
قالها صفي وانصرف وجلست انتظره فكانت الدقائق تمر ساعات والساعات تمر أعوام حتى شعرت أننى اكبر فى العمر بسنوات كثيره لم أبرح مكانى ولم أحدث من حولى حتى اننى لم استجب لدموع امى

التى رجتنى ان اتناول ولو القليل حتى لا أسقط مغشيا علي فقط كنت لأرى الأمل فى عينيه ظللت على تلك الحاله حتى انقشع الضوء وحل مكانه الغروب ودق هاتفى برقم صفي 

نهضت اسحب قدماى ناحيته وأمسكته بيد مرتعشه وعينين اصبحتا جمرتين من ڼار تنساب الدموع منهما أنهارا فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذنى دون ان انطق ففى تلك اللحظه صمت كل شئ حتى صوتى رفض ان يخرج فأتانى صوت صفي 
ميراس انتى سمعانى
اجبته بحلق جاف ولسان مرتعش وصوت خاڤت 
ايوه
صمت صفي قليلا فتسارعت دقات قلبى وتوقف نبضى حتى لا يشوش على سمعى ومنعت تنفسي ترقبا ولهفه
مفيش دكتور بالاسم دا وعمر مدخلش المستشفى عمر عايش يا ميراس 
لم اشعر بنفسى الا وانا اضحك وابكى كنت احتضن الهاتف وانا اضحك بصوت عالى ودموعى تنساب كالسيل سجدت شكرا لله الذى طمئن قلبى ولم يخزل دموعى عرف الجميع ما حدث من سعادتى التى فاقت الوصف فشكروا الله وارتفعت اصوات الحمد والمنه اغلقت هاتفى مع صفى الذى اخبرنى انه فى طريقه للعوده الان 
دخلت غرفتى بدلت ملابسى بسرعه واتجهت ناحيه باب الشقه فاستوقفتى امى
رايحه فين يابنتى
رايحه مشوار صغير 
مشوار ايه دلوقتى الدنيا ليل ابقى روحى بكره 
مش هقدر 
قلتها وانصرفت ناحيه بيت عمر لأقابل داليا اعلم جيدا ان فى يديها خيوط كثيره اذا تشابكت معا وضحت الكثير من الأمور لم يمضى الكثير وكنت واقفه امام الباب طرقته ففتحت لى وفاء ووجدت والده عمر جالسه منحنيه الظهر باكيه العينين عندما رأتنى هبت واقف ودموعها تغسل وجهها 
ميراس عامله ايه يابنتى وابنك عامل ايه 
امسكت بيديها اطمئنها
انا كويسه ياماما وتميم بخير فين عمر 
عادت للبكاء واقتحم الحزن ملامح وجهها
معرفش يابنتى داخلين على اسبوع ولا حس ولا خبر قلبى واكلنى عليه ومش عارف فين اراضيه
داليا فين 
داليا مشيت 
مشيت 
ايوه تانى يوم مامشيتى لمت هدومها ومشيت بالليل قبل ما نصحى ولما بنتصل بيها مبتردش 
طيب قوليلى بيت اهلها فين 
ليه
يا بنتى فيه ايه طمنينى الله لا يسيئك 
مفيش حاجه ياماما اتطمنى عمر بخير وانا متأكده بس عايزه اتكلم معاها
اخذت العنوان وحفظته عن ظهر قلب واتجهت ناحيتها فلا يهمنى تأخر الوقت ولا يهمنى ما يحدث فلا يوجد اهم منه وقلبى يحدثنى انه بخير متلهفا لرؤيتى كما ېحرق قلبى الشوق اليه 
عندما وصلت لم اتمهل وطرقت الباب بسرعه وقوه فتحت لى والدتها 
ميراس اهلا وسهلا يابنتى اتفضلى 
ازيك ياحجه 
بخير يابنتى الحمد لله انتى عامله ايه ومين معاكى
لا مفيش حد معايا انا جايه لوحدى
خير يابنتى فيه ايه 
كنت عايزه داليا فى كلمتين 
ادخليلها ياميراس انتى مش غريبه 
اتجهت ناحيه غرفتها لم اطرق الباب
ولم استئذن فقط دفعته مره واحده فانفتح على مصرعيه فوجدتها ساجده تصلى انتظرتها حتى انهت صلاتها وجلست بجوارها على الأرض
تفتكرى ربنا هيتقبل 
كنت اعلم ان وجودى مفاجئ لها ولذلك لم اتراجع عن ذلك الامر لعلى اجد ما يشفى صدرى
ميراس !! ايه اللى جابك
جيت ابص فى عنيكى واشوف اذا كان لسه فيها رحمه ولا خلصت 
نكست داليا رأسها ولم تنطق فاستطردت
والدتك ست طيبه واهلك ناس محترمه امال انتى جايبه الشړ دا كله منين 
اعتدلت داليا فى جلستها ونظرت لعينى مباشره واستطردت
انا مش شيطان يا ميراس ولا انتى ملاك انا مكدبتش فى اى حاجه قولتلهالك لما جيتلك لحد بيتك الا خبر حملى لكن مكدبتش فى وجعى وحرقه قلبى اللى كنتى سبب فيها انا عارفه ان الغيره والڠضب فجروا الشړ جوايا لكن كمان انتى مش بريئه من التحول اللى وصلت له انتى اللى دخلتى حياتنا وخربتيها كنت فاكره انى لما اوافق عمر على جوازه منك هلاقيكى انتى رفضتى لكن طبعا انتى نسيتى عابد ووافقتى تتجوزى عمر بكل بساطه واوعى تكدبى وتقولى ان تميم هوا السبب 
لا يا داليا مش هكدب عليكى واقول ان السبب الوحيد هوا تميم حتى لو كان هوا السبب الاول فى موافقتى الجواز من عمر ولا هقولك انى رفضت كتير وتحت ضغط والده عمر وافقت ولا هقولك ان ظروفى مكنتش تسمح انى اقعد عند اهلى ويصرفوا عليا وعلى ابنى لكن هقولك انى فعلا حبيت عمر ووافقت
على جوازى منه بإرادتى بس وافقت كمان انى ابقى اخته طول العمر ومشتكتش وعمرى ماعملت معاكى مشكله ولا اتعرضتلك لكن انتى اللى دايما كنتى بتوقعينى فى مشاكل كنتى بتكرهينى من غير ما تشوفى منى حاجه وحشه وكرهتى عمر والكره عماكى وخلاكى تخبى عليه مرضه 
انا مكنتش هخبى ومكنتش همنع الخلفه منه بالعكس لما عرفت انك حامل واحنا متجوزين مع بعض انا اللى طلبت منه نروح للدكتور ونكشف ولما صارحنى انه عاوز يتجوزك وانك وافقتى كانت الڼار اللى فى قلبى كفيله انها ټحرق بلد بحالها لقيت نفسى بخبى عليه مرضه وكمان منعت الخلفه بنفسى مكنتش قادره اتحمل فكره انه يخلف منى ومنك وتفضلى موجوده فى حياتنا على طول وعلشان كدا كدبت وقولت انى حامل علشان تنسحبى من حياتنا 
انتى بتكدبى على نفسك ياداليا انتى

لو حبيتى عمر بجد مستحيل كنتى خبيتى عليه مرضه وشوفتيه پيتألم قدام عنيكى وانتى عارفه انه محتاج علاج لو حبتيه كنتى اتمنيتى يكون ليكى الف طفل منه انا عذراكى فى غيرتك وفى اى تصرف نتج منها لكن كل دا ميديكيش الحق فى انك تموتيه بالبطئ 
وعمر كمان محبنيش عمر اتجوزنى علشان ينساكى مش هيا دى الحقيقه مش هيا دى الرسايل اللى كانت بينكم ولا فاكره انى مش هعرف اشوف كلامكم انا عارفه كل حاجه حصلت وكنت بشوفه بيتسحب وطالعلك وعارفه انه بيكلمك وبيفكر فيكى وبيحبك وعارفه كمان ان علاقتى بعمر عمرها قصير كل دا ميخلنيش اتحول لوحش عاوز يدمر كل حاجه حواليه
بصى ياداليا انا مستعده اختفى من حياتكم ومش هتشوفى وشى تانى بس اطمن على عمر 
خلاص يا ميراس مبقاش ينفع علاقتى بعمر اتقطعت ومش هينفع تستمر وانا مش هعيش طول عمرى فى صراعات انا الخسرانه فيها
تقصدى ايه 
انا كنت واخده الموضوع عند وحرب لازم اطلع منها كسبانه حتى لو كنت بحارب على
حاجه مش بتاعتى انا وعمر بينا مشاكل من زمان من قبل ما تظهرى فى حياتنا وطول الوقت مش متفقين وانا كنت مكبره دماغى لكن زى ماتقولى كدا لما لقيته بيروح لك مسكت فيه علشان احرمك منه 
انتى اللى خليتى الدكتور يكلمنى ويقولى انه ماټ 
ايوه دا مش دكتور دا ابن عمى 
وليه عملتى كدا 
علشان اوجع قلبك واعيشك فى حزن وهم وتشربى من نفس الكاس اللى بشرب منه
يااااه ياداليا للدرجه دى بتكرهينى
كنت بكرهك لكن خلاص اكتشفت انى بضيع من ايدى حد بيحبنى بجد علشان واحد عمره ماحبنى
عمر فين ياداليا 
والله العظيم مااعرف لكن الحاجه الوحيده اللى اقدر اساعدك فيها انى اديكى رقم الدكتور اللى كنا كاشفين عنده اكيد عمر عرف منه اللى خبيته عليه 
أخذت منها الرقم وركضت عائده للمنزل فوجدت صفي قد وصل توا
اعطيته الرقم وطلبت منه محادثه الطبيب فالوقت قد تأخر ولا استطيع محادثته حتى لا يشك بالأمر فاتصل به صفي وادعى انه صديق عمر ويسئل عنه أخبره الطبيب ان عمر أتاه منذ اسبوع ومعه التحاليل السابقه وانه اخبره بمافيها ورشح له طبيب اخر يستطيع المتابعه معه حتى تتحسن حالته طلب منه صفي رقم ذلك الطبيب وفى غضون لحظات كنا نتصل بذلك الطبيب الذي شرح صدورنا وطمئن قلوب الثكالى واخبرنا ان عمر محجوز لديه بالمشفي الخاص به يتابع حالته الصحيه أخذ صفي العنوان وكتبه وركضت ناحيه الباب للذهاب اليه الا انه امسكنى وطلب منى الانتظار للصباح فلا نستطيع الذهاب للقاهره الان انتظرت على أحر من الجمر انظر لعقارب الساعه واتوسل لها ان تتحرك وبجانبى صفي وامى وابى الذين يتابعها معى كل مايحدث غفي صفي فى مقعده وكذلك ابى وامى وظللت انا مستيقظه ادعو وابتهل وانظر للسماء فى ترقب منتظره سطوع نور الشمس الذي سيعيد الحياه لقلبى ما إن بدئت الشمس فى الظهور على استحياء حتى انتفضت من مجلسي واوقظت صفي دون اصدار صوت حتى لا يستيقظ الباقون ويطلبوا الذهاب معنا 
أفاق صفي بسرعه وغسل وجهه ورتب هندامه وخرجنا سويا بهدوء على اطراف اصابعنا ركبنا اول سياره وجدناها وجلست على نيران اللهفه انتظر وصولنا لذلك العنوان الذي اعطاه الينا الطبيب حتى وصلنا كانت اشواقى ولهفتى تسبقنى فكنت اركض بلا توقف وخلفى صفي ما إن دخلنا واعطينا الاسم لممرضه الاستقبال حتى اعطتنا رقم الغرفه كنت اركض فى الرواق بلا توقف وخلفى صفي يعتذر لكل من اتخبط به حتى وصلت لباب الغرفه نظرت لصفي فى خوف شديد أخشي ان يتحطم املى واجد صډمه اخرى لن يستطيع قلبى تحملها ولكنه طمئننى بابتسامه هادئه مددت يدى وامسكت بالمقبض وفتحته بهدوء فكانت دقات قلبى تتسارع وعيناى تتلهف لرؤيته حتى انفتح الباب عن اخره ورأيته
كان جالسا على طرف سريره ناظرا من نافذته الصغيره للأفق وكأنه يستأنس بها نظرت لصفي وعلى وجهى ابتسامه سعاده لا توصف انسحب صفي عائدا للخلف وأشار بيده مودعا وانصرف من الغرفه غالقا الباب خلفه فى هدوء 
اتجهت
ناحيته حتى اصبحت خلفه تماما ولم يشعر بوجودى كان شاردا تائها مزدحم الافكار ولكنى كنت اسعد من فى الارض واكثرهم اشراقا 
انت فاكر انك هتخلص منى بالسهوله دى
انتفض واقفا ونظر الي بعينيه الساحرتين وابتسامته العذبه التى تطيب لها الحياه
ميراس
حاولت مكنتش عايزك تعيشى التجربه مرتين كنت فاكر انى هعوضك عن كل ۏجع اتوجعتيه لقيتنى بضيف ۏجع جديد لحياتك
لو كان كل الۏجع انت فانا موافقه عليه 
مش عايز اظلمك 
انت لسه بتحبنى
عمرى ما حبيت غيرك
ينفع اطلب منك طلب
ردنى ياعمر
رديتك 
مش
هتسيبنى تانى 
ابدا بس ياريت انتى متزهقيش منى 
هوا حد بيزهق من روحه 
هتتعبى معايا ياميراس انا معرفش بكره فيه ايه 
بكره احنا اللى هنعمله مع بعض 
يمكن اموت
هتعيش ياعمر وهتخف ونعمل كل حاجه نفسنا فيها
كل حاجه كل حاجه 
ضحكت وارتميت بين يديه فحملنى كطفله مدللة وطاف بى الغرفه كلها فكانت ضحكاتى تعلو وتصدح فى الاجواء فيسمعها

كل من له قلب ينبض وفى عقلى تدور اغنيتى المفضله
يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات
يغمرني من تحت ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني يتساقط زخات زخات
يحملني معه يحملني لمساء وردي الشرفات
وأنا كالطفلة في يده كالريشة تحملها النسمات
مازال أمامنا الطريق طويلا ولكنا سنسلكه معا فلن يبرح قلبى قلبه أبدا ولن تتفارق اجسادنا حتى نصل ..
عمر زى الفل
 

 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات