صياد السمك يوسف
لربة هذا البيت فقد اهتم الطبيب كثيرا بأم سليم الزوجة الصالحة وفحصها بدقة ثم أعطاها أفضل علاج ورجع إلى منزله ليزورها في اليوم التالي لقد تكررت زيارات الطبيب لأم سليم وتنوعت العلاجات والأدوية وأم سليم لا تزال مريضة ومرضها عضال لا تنفع معه العقاقير لقد مرضت أم سليم فمرض كل من في البيت لمرضها وانقطع زوجها الصياد يوسف عن عمله ولازم بيته ليسهر على خدمة زوجته الحبيبة ويدير شؤون أولاده الصغار الذين تغيبوا عن مدرستهم ليبقوا قريبين من أمهم العطوف الحنون مرت الأيام والأسابيع وأم سليم تسير من سيء إلى أسوأ حتى أن الطبيب نفسه يئس من شفائها و انقطع عن زيارتها وخيم الحزن و الشقاء على بيت الصياد يوسف كان سليم الإبن البار أكبر إخوته سنا وأنضجهم عقلا وكان يدعو الله القدير أن يمن على والدته بالشفاء لكي تعود للبيت بهجته و سروره وفي يوم مشرق جميل خرج سليم من البيت وقصد الشاطئ وجلس على صخرة كبيرة يتأمل البحر الفسيح ويتذكر قصص والده وحكاياته ويتصور شيخ البحر في قاربه الصغير ويتمنى لو يراه ليطلب منه أن يشفي والدته من مرضها الخطېر لقد مضى من النهار أكثره وسليم لا يزال غارقا في تأملاته وأخيرا غلب عليه النعاس فنام وغابت الشمس و خيم الليل وسليم لا يزال نائما على تلك الصخرة من صخور الشاطئ ومر شيخ البحر بقاربه الصغير ووجه ضوء فانوسه نحو الشاطئ فرأى سليم غارقا في نومه فرق لحاله وتقدم منه و حمله بين يديه بلطف وخفة ووضعه في قاربه. وتابع رحلته متوجها نحو الجزيرة المقدسة. ولما اقترب القارب من شاطئ الجزيرة انتبه سليم من نومه فوجد نفسه في القارب ورأى أمامه شيخا جليلا يمسك بيديه مجدافين طويلين يسير بهما القارب نحو جزيرة صغيرة كل ما فيها أخضر جميل لم يخف سليم ولم يجزع بل تذكر قصص أبيه وحكاياته وعرف أنه مع شيخ البحر وأنهما سيصلان بعد قليل إلى الجزيرة المقدسة. ثم تقدم سليم من الشيخ وحياه بجرأة واحترام فتعجب من جرأة هذا الولد وأدبه ورد عليه التحية بأجمل منها وسأله عن حاله فقص سليم قصته من أولها إلى آخرها ثم أجهش بالبكاء لأنه تذكر أمه الحنون وما تعانيه من أوجاع وآلام فلما رأى شيخ البحر يبكي سأله عن سبب بكائه فقال له سليملقد تذكرت يا سيدي الشيخ أمي المړيضة وما تعانيه وتذكرت أبي الوفي الذي ي
وهل ظنوا