الصحابي الذي اماته الله
انت في الصفحة 1 من صفحتين
الصحابي العظيم الذي توفي ليلة زفافه: جليبيب رضي الله عنه
تتميز قصص الصحابة رضوان الله عليهم بأنها ترمز للإيمان والتضحية والعظمة، وتلامس قلوبنا بما تحمله من عِبر وحِكم ومعانٍ تؤثر فينا عميقًا. من بين هذه القصص الملهمة قصة الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه، الذي توفي ليلة زفافه وبكى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، بينما تنافس الحور العين للزواج به.
جليبيب رضي الله عنه كان صحابيًا غير معروف لكثير منا بسبب فقره وحاله المتواضعة، لكنه كان غنيًا بالإيمان وحسن الخلق. كان عزبًا ولم يتزوج بعد، وأحبه النبي صلى الله عليه وسلم حبًا شديدًا بسبب دعابته وأخلاقه العالية.
في ليلة زفافه، توفي جليبيب رضي الله عنه بإرادة الله عز وجل، وعندما تلقى النبي صلى الله عليه وسلم خبر وفاته، بكى على فقده ودعا له بالرحمة والمغفرة. وفي وقت الدفن، ظهرت الحور العين تتشاجر على من ستتزوج جليبيب في الجنة، في مشهد مؤثر أمام الصحابة.
تعلمنا قصة جليبيب رضي الله عنه العديد من العِبر والدروس. تذكرنا بأن الإيمان والتقوى هما الثروة الحقيقية التي يجب أن نسعى إليها في حياتنا وأن الله يعطي المكانة العالية في الجنة لمن يتحلى بهما
لنستوحي من قصة جليبيب رضي الله عنه ونسعَ إلى تحقيق الإيمان والتقوى في حياتنا.
في لغتنا اليومية، لم يكن جليبيب رضي الله عنه غنيًا أو وسيمًا. عندما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الزواج، شعر بالدهشة لأنه لم يكن يتوقع أن يتقبله أحد كزوج. طلب النبي صلى الله عليه وسلم يد ابنة أحد رجال الأنصار لجليبيب، لكن الرجل تردد في القبول عندما علم أن العريس هو جليبيب.
أرجع الرجل الأمر لزوجته ورفضت هي الأخرى الزواج بالرغم من طلب النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. بينما كانت الزوجة تعارض الزواج قائلة: "لا يمكننا أن نتزوجها به، هل لم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير جليبيب؟ لقد منعناها من الزواج بآخرين"، كانت الابنة تستمع لأمها بصمت.
في النهاية، خرجت الابنة لتواجه والديها وقالت: "من الذي طلب يديّ؟" عندما علمت بأنه النبي صلى الله عليه وسلم، سألتهم: "أترفضون طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أرسلوني إليه، فلن يضيعني." وأضافت: "إذا كان قد اختاره لي، فلتتزوجوني به."